Headlines
نشرت في:الأربعاء، 1 مايو 2013
نشرت بواسطت Unknown

العراق فوق فوهة بركان الطائفية


المتظاهرون الغاضبون يشعلون النار فى العلم الايرانى
نكأت أحداث الحويجة الأخيرة بالعراق جرح الطائفية المتقيح بالفعل وفتحت الباب علي
 مصراعيه أمام الحرب الأهلية منذرة بدخول العراق بأكملها في أتون حرب مداها سنوات 
طويلة ونشر عدوي الصراع الطائفي إلي دول الجوار التي تهيأت بها تربة خصبة 
بالفعل لاستقبال الصراع الطائفي وعلي رأسها الجارة السورية‏.‏

وباتت المسألة علي درجة من التعقيد تجعل رجوع الجميع إلي مائدة الحوار أمرا متأخرا

ولا يجدي نفعا اليوم.

وكان المشهد كالتالي: فجر الثلاثاء الماضي بعد مرور أربعة أيام علي الاعتصام

السلمي بساحة الحويجة بكركوك للمطالبة باسقاط حكومة المالكي وفي إطار الدعوة

لعصيان مدني شامل شنها ناشطون سياسيون ورجال دين من أنحاء مختلفة بالعراق,

مع العلم أن المعتصمين وافقوا علي قيام لجنة من النواب وضباط الشرطة والجيش

بتفتيشهم لتأكيد سلمية الاعتصام, كما كانت الساحة هذا اليوم في انتظار زيارة وفد من

الأمم المتحدة للاطلاع علي أوضاع المعتصمين. وفجأة هجم الجيش العراقي علي

الساحة ليفرق المعتصمين بها باستخدام قنابل الغاز وخراطيم المياه والقنابل الصوتية

والرصاص الحي, وانتهي المشهد الدموي بمقتل50شخصا وإصابة150آخرين من

المعتصمين, وذلك في أكبر واقعة عنف تشهدها البلاد من جانب الجيش ضد

معتصمين

ومن هنا, فتح الباب علي مصراعيه أمام المزيد من الدماء علي الأرض, حيث شنت

هجمات انتقامية ضد الجيش الذي تتهمه العشائر اليوم بأنه ليس جيشا وطنيا وأنه ليس

إلا ميليشيا إيرانية تأتمر بإمرة حكومة المالكي' العميلة' لحساب طهران.وأصبحت العديد

من المحافظات العراقية ساحات مصغرة للقتال والكر والفر بين الجيش والعشائر, ففي

الأنبار وصل الأمر إلي إعطاء الجيش مهلة24ساعة للمعتصمين لتسليم قتلة جنود

كانوا في طريقهم إلي هناك وتعرضوا لهجوم من المعتصمين ـ حسب تصريحات الجيش ـ
 وقتلوا منهم جنديين وأصابوا أربعة, وفي حال تنفيذ الجيش تهديداته بالهجوم علي

المعتصمين هناك فإن العراق علي موعد جديد مع مجزرة جديدة تضيف إلي ميراث الدم

الذي لا ينتهي في العراق.

وكما الفارق الزمني بين الصوت وصداه, تحركت علي وقع أعمال العنف قواتالبيشمركة

الكردية لتنفيذ ما سمته بخطة ملء فراغ أمني سريعة لضمان عدم وصول متسللين

مسلحين إلي أراضيها وانتشرت في كركوك والمناطق المحيطة بها وأعلنت أنها ستنشر

في المناطق التي تشعر فيها بعجز الأمن عن أداء واجبه. وبذلك تنضم إلي الساحة

حلبة صراع جديدة أصولها تاريخية تسنح فيها الفرصة للأكراد للانتقام ممن استخدموا

ضدهم السلاح الكيماوي وشنوا عليهم حملات ابادة جماعية منظمة. وفي خضم هذه

الأحداث يظل سؤالان عالقان بالأذهان, لماذا لا تتنحي حكومة المالكي ويتم انتخاب

حكومة أخري؟ ولماذا يتورط الجيش في صراع طائفي بينما يفترض أنه مؤسسة حيادية

يكون ولاؤها للوطن فحسب؟

الإجابة عن هذين السؤالين وأسئلة أخري كثيرة تكمن في كلمة واحدة هي: إيران,

فالحديث عن مخطط فارسي لتقسيم المنطقة لم يعد هناك شك في صحته بعدما تردد

في أكثر من واقعة أن الجيش يضم عناصر غريبة تتحدث الفارسية وهي التي تعطي

الأوامر للقوات لتتحرك وتضرب المدنيين.

بل المسألة خرجت من طور نظرية المؤامرة والاحتمالات التي قد تصدق أولا, فقد

أعلنت مصادر عسكرية إيرانية أمس الأول شن أولي عملياتها العسكرية في الأراضي

العراقية للمرة الأولي منذ قيام الثورة الايرانية التي أطاحت بالشاه, وأكدت أن هذه العملية

ما هي إلا بداية لسلسلة من العمليات العسكرية القادمة ضد من سمتهم بالمتمردين

الوهابيين.

طوفان الحرب في العراق بدأ ولن يقف في وجهه أحد إلا العقلاء من أبناء هذه الأمة

الذين يدركون بشكل أوبآخر أن اضفاء اللون الطائفي علي الصراع لإذكائه ما هوإلا

وسيلة خبيثة لتحقيق مصالح سياسية بحتة, وأن الدين هوآخر ما يقصده أولئك الذين

يتكلمون بالمدافع, فالقصة ليست مسألة صراع مذهبي بين السنة والشيعة للخلاف علي

أصول الدين بقدر ما هوصراع علي كنوز العراق النفطية وموقعها الاستراتيجي

وتحويلها لمركز قوة إيرانية في وجه الولايات المتحدة. أما استنفار المشاعر الدينية في

نفوس الجموع والمهمشين الذين لم يجنوا من سنوات عيشهم علي هذه الأرض سوي

الفقر والضنك وفقد الأهل فهوالسلاح الأنكي في أيدي أصحاب المصالح السياسية. وبما

أنه ليس من المنتظر أي تحرك عربي لاحتواء الأزمة ولا قيام أي طرف بطرح مبادرة

أوعرض وساطة بين الأطراف المتنازعة, فإن جميع الاحتمالات مفتوحة أمام العراق

من عودة القوات الأمريكية المقاتلة إلي أراضيها أونشر قوات دولية أواستمرار الحرب

لحين اشعار آخر.

Ping your blog, website, or RSS feed for Free

نبذة عن الكاتب

نشرت بواسطة Unknown على 8:16 ص. تحت سمات . يمكنك متابعة الردود على هذا الموضوع من خلال الدخول RSS 2.0. لا تتردد في ترك ردا على

By Unknown on 8:16 ص. تحت وسم . تابع اخبارنا على RSS 2.0. اترك رد على الموضوع

0 التعليقات for "العراق فوق فوهة بركان الطائفية "

اترك الرد

اضغط هنا للاشتراك بخدمة الرسائل المجانية

Ping your blog, website, or RSS feed for Free