نشرت في:السبت، 20 أبريل 2013
نشرت بواسطت Unknown
جولة نجاد الإفريقية.. وتحديات التغلغل الإيراني
جولة نجاد الإفريقية.. وتحديات التغلغل الإيراني
تأتي جولة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الأسبوع الماضي لثلاث دول في غرب أفريقيا وهي بنين والنيجر وغانا امتدادا لمساعي طهران المستمرة في تعميق تغلغلها السياسي والاقتصادي والثقافي في القارة السمراء.
ويعد نجاد هو عراب العلاقات الإيرانية الأفريقية, فخلال ولايتيه زار أكثر من11 دولة أفريقية قبل هذه الجولة واستطاع أن يؤسس لأرضية مشتركة من التعاون ساهمت في تزايد النفوذ والتغلغل الإيراني في دول القارة. وبالطبع سعي نجاد لتحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية خلال تلك الجولة, فاقتصاديا تحاول طهران الحصول علي مصادر جديدة للطاقة النووية خاصة من النيجر والتي تعد رابع أكبر منتج له في العالم, ولذلك لإعداد الكعكة الصفراء التي تستخدم في إنتاج القنابل النووية, ومع تزايد الضغط الدولي علي طهران بسبب برنامجها النووي, التي تقول أنه سلمي بغرض إنتاج الطاقة وليس الأسلحة النووية, وترتب عليها موجات عديدة من العقوبات الأممية والدولية تحاول طهران إنجاز هذا البرنامج من خلال الحصول علي اليورانيوم من النيجر وجنوب أفريقيا, كما أن طهران بعد تقلص صادراتها النفطية لأكثر من النصف بسبب العقوبات, تحاول زيادة الصادرات غير النفطية مثل المنتجات الزراعية والكيماوية والأسمنت لزيادة مواردها المالية, وتعد السوق الأفريقية ملائمة للسلع الإيرانية. وسياسيا تعمل طهران علي كسر طوق الحصار والعزلة الدولية التي فرضتها عليها الدول الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة, من خلال توسيع دوائر التحالف مع دول العالم النامي, خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا لكسب دعم تلك الدول في التصويت لصالحها أو الوقوف ضد فرض عقوبات عليها, وتشكيل ما يسميه الرئيس نجاد بالجبهة العالمية ضد قوي الاستكبار والهيمنة العالمية التي تقوها الولايات المتحدة وتحاول فرض إرادتها وسيطرتها علي دول العالم النامي واستنزاف ثرواته والتدخل في شئونه.
وتحاول إيران لتحقيق هذه الأهداف من خلال مداخل عديدة, منها المدخل الاقتصادي, وذلك بتدعيم مجالات التعاون التجاري والاستثمارات المشتركة في الدول الأفريقية الفقيرة, ومساعدتها في تحقيق التنمية والنهضة, خاصة في مجال البنية التحتية والمشروعات الزراعية, في محاكاة للتجربة الإسرائيلية في تلك القارة, وهناك عدد من المشروعات الصناعية والزراعية الإيرانية في العديد من دول القارة مثل مصنع السيارات الإيرانية في الستغال, كذلك التعاون في مجالات التعليم والصحة ومعالجة الأمراض, كما أن المدخل الاقتصادي يشمل أيضا قيام طهران بتزويد الدول الأفريقية بالنفط وبناء مصافي لتكريره في الدول الأفريقية النفطية مثل نيجيريا والتي ظهر فيها البترول مثل أوغندا والسودان. وهناك المدخل السياسي المتمثل في تكيثف الزيارات الدبلوماسية بين المسئولين الإيرانيين والأفارقة وتأسيس العديد من منتديات التعاون الإيراني الأفريقي, ومحاولة إيران دعم النظم السياسية الجديدة في دول القارة, وهناك المدخل العسكري من خلال تصدير طهران للأاسلحة الدول الأفريقية بأسعار تقل عن مبيعات الأسلحة الغربية, وتزداد هذه الصفقات العسكري الإيرانية في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة و حروب أهلية داخلية. وهناك مدخل القوة الناعمة من خلال توظيف طهران للحزام الإسلامي في دول غرب أفريقيا مثل السنغال والنيجر وبنين ومالي عبر تقوية العلاقات مع الدول ذات الأغلبية المسلمة ونشر المذهب الشيعي بها, وقد ساعدت الجاليات اللبنانية والهندية الشيعية في العديد من الدول الأفريقية في نشر هذا المذهب ودعم النفوذ الإيراني في القارة السمراء.
وبالتالي تعتبر إيران أن أفريقيا ساحة لتحقيق مصالحها وتوسيع نفوذها في إطار صراعها مع العالم الغربي الذي يحاول تطويقها وحصارها حتي في الدول الأفريقية, وهذا يعكس في المقابل أن أفريقيا أضحت قبلة العالم خاصة أمريكا وأوروبا والصين والهند وإسرائيل وتركيا, وذلك للحصول علي مواردها الطبيعية الهائلة وثرواتها المعدنية والنفطية والدخول لأسواقها الواسعة, وهذا التنافس الدولي علي القارة السمراء زاد من حدة التسابق عليها ولجوء الأطراف الدولية لتوظيف آلياتها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية من أجل زيادة نفوذها. ولذا فالنفوذ والتغلغل الإيراني في القارة السمراء ورغم أنه قديم وتطور خلال فترة نجاد, حيث بلغت العلاقات التجارية غير النفطية بين الجانبين أكثر من مليار دولار, إلا أنه يواجه بتحديات عديدة أبرزها التحركات الغربية والإسرائيلية المضادة لوقف التمدد الإيراني, وهو ما دفع الكثير من الشركات الغربية والأفريقية للتراجع عن تعاقداتها مع إيران خاصة في مجالات النفط, كذلك ضغط القوي الغربية الشديد علي دول القارة, والتي كانت أغلبها مستمعرات فرنسية وبريطانية وتحظي بالنفوذ السياسي والاقتصادي مع هذه الدول, لمنع تعميق علاقتها مع إيران, كذلك تزايد حدة المنافسة بين الأطراف الدولية علي أفريقيا مما يقلل من مساحة التحرك الإيراني, كما أن الأغلبية الساحقة من المسلمين في الدول الأفريقية من السنة وهو ما يمثل حاجز ومانع ديني ومذهبي قوي أمام التمدد الشيعي الإيراني. إضافة إلي أن العقوبات الدولية قد أرهقت الاقتصاد الإيراني وبالتالي ضعفت قدراته التصديرية والتصنيعية في مجال النفط وتعميق تعاونها مع الدول الأفريقية.
ورغم أن نجاد نجح في توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات الصحة والتعليم والسياحة والطاقة, إلا إن إيران في ظل تزايد العزلة الدولية عليها وتراجع صادراتها النفطية وضعف اقتصادها تواجه تحديات عديدة عبر البوابة الأفريقية لإيجاد بدايل جديدة تمكنها من فك الحصار وتقوية اقتصادها, وهو ما يحد من نفوذها وتغلغلها داخل القارة السمراء.
تأتي جولة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الأسبوع الماضي لثلاث دول في غرب أفريقيا وهي بنين والنيجر وغانا امتدادا لمساعي طهران المستمرة في تعميق تغلغلها السياسي والاقتصادي والثقافي في القارة السمراء.
ويعد نجاد هو عراب العلاقات الإيرانية الأفريقية, فخلال ولايتيه زار أكثر من11 دولة أفريقية قبل هذه الجولة واستطاع أن يؤسس لأرضية مشتركة من التعاون ساهمت في تزايد النفوذ والتغلغل الإيراني في دول القارة. وبالطبع سعي نجاد لتحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية خلال تلك الجولة, فاقتصاديا تحاول طهران الحصول علي مصادر جديدة للطاقة النووية خاصة من النيجر والتي تعد رابع أكبر منتج له في العالم, ولذلك لإعداد الكعكة الصفراء التي تستخدم في إنتاج القنابل النووية, ومع تزايد الضغط الدولي علي طهران بسبب برنامجها النووي, التي تقول أنه سلمي بغرض إنتاج الطاقة وليس الأسلحة النووية, وترتب عليها موجات عديدة من العقوبات الأممية والدولية تحاول طهران إنجاز هذا البرنامج من خلال الحصول علي اليورانيوم من النيجر وجنوب أفريقيا, كما أن طهران بعد تقلص صادراتها النفطية لأكثر من النصف بسبب العقوبات, تحاول زيادة الصادرات غير النفطية مثل المنتجات الزراعية والكيماوية والأسمنت لزيادة مواردها المالية, وتعد السوق الأفريقية ملائمة للسلع الإيرانية. وسياسيا تعمل طهران علي كسر طوق الحصار والعزلة الدولية التي فرضتها عليها الدول الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة, من خلال توسيع دوائر التحالف مع دول العالم النامي, خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا لكسب دعم تلك الدول في التصويت لصالحها أو الوقوف ضد فرض عقوبات عليها, وتشكيل ما يسميه الرئيس نجاد بالجبهة العالمية ضد قوي الاستكبار والهيمنة العالمية التي تقوها الولايات المتحدة وتحاول فرض إرادتها وسيطرتها علي دول العالم النامي واستنزاف ثرواته والتدخل في شئونه.
وتحاول إيران لتحقيق هذه الأهداف من خلال مداخل عديدة, منها المدخل الاقتصادي, وذلك بتدعيم مجالات التعاون التجاري والاستثمارات المشتركة في الدول الأفريقية الفقيرة, ومساعدتها في تحقيق التنمية والنهضة, خاصة في مجال البنية التحتية والمشروعات الزراعية, في محاكاة للتجربة الإسرائيلية في تلك القارة, وهناك عدد من المشروعات الصناعية والزراعية الإيرانية في العديد من دول القارة مثل مصنع السيارات الإيرانية في الستغال, كذلك التعاون في مجالات التعليم والصحة ومعالجة الأمراض, كما أن المدخل الاقتصادي يشمل أيضا قيام طهران بتزويد الدول الأفريقية بالنفط وبناء مصافي لتكريره في الدول الأفريقية النفطية مثل نيجيريا والتي ظهر فيها البترول مثل أوغندا والسودان. وهناك المدخل السياسي المتمثل في تكيثف الزيارات الدبلوماسية بين المسئولين الإيرانيين والأفارقة وتأسيس العديد من منتديات التعاون الإيراني الأفريقي, ومحاولة إيران دعم النظم السياسية الجديدة في دول القارة, وهناك المدخل العسكري من خلال تصدير طهران للأاسلحة الدول الأفريقية بأسعار تقل عن مبيعات الأسلحة الغربية, وتزداد هذه الصفقات العسكري الإيرانية في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة و حروب أهلية داخلية. وهناك مدخل القوة الناعمة من خلال توظيف طهران للحزام الإسلامي في دول غرب أفريقيا مثل السنغال والنيجر وبنين ومالي عبر تقوية العلاقات مع الدول ذات الأغلبية المسلمة ونشر المذهب الشيعي بها, وقد ساعدت الجاليات اللبنانية والهندية الشيعية في العديد من الدول الأفريقية في نشر هذا المذهب ودعم النفوذ الإيراني في القارة السمراء.
وبالتالي تعتبر إيران أن أفريقيا ساحة لتحقيق مصالحها وتوسيع نفوذها في إطار صراعها مع العالم الغربي الذي يحاول تطويقها وحصارها حتي في الدول الأفريقية, وهذا يعكس في المقابل أن أفريقيا أضحت قبلة العالم خاصة أمريكا وأوروبا والصين والهند وإسرائيل وتركيا, وذلك للحصول علي مواردها الطبيعية الهائلة وثرواتها المعدنية والنفطية والدخول لأسواقها الواسعة, وهذا التنافس الدولي علي القارة السمراء زاد من حدة التسابق عليها ولجوء الأطراف الدولية لتوظيف آلياتها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية من أجل زيادة نفوذها. ولذا فالنفوذ والتغلغل الإيراني في القارة السمراء ورغم أنه قديم وتطور خلال فترة نجاد, حيث بلغت العلاقات التجارية غير النفطية بين الجانبين أكثر من مليار دولار, إلا أنه يواجه بتحديات عديدة أبرزها التحركات الغربية والإسرائيلية المضادة لوقف التمدد الإيراني, وهو ما دفع الكثير من الشركات الغربية والأفريقية للتراجع عن تعاقداتها مع إيران خاصة في مجالات النفط, كذلك ضغط القوي الغربية الشديد علي دول القارة, والتي كانت أغلبها مستمعرات فرنسية وبريطانية وتحظي بالنفوذ السياسي والاقتصادي مع هذه الدول, لمنع تعميق علاقتها مع إيران, كذلك تزايد حدة المنافسة بين الأطراف الدولية علي أفريقيا مما يقلل من مساحة التحرك الإيراني, كما أن الأغلبية الساحقة من المسلمين في الدول الأفريقية من السنة وهو ما يمثل حاجز ومانع ديني ومذهبي قوي أمام التمدد الشيعي الإيراني. إضافة إلي أن العقوبات الدولية قد أرهقت الاقتصاد الإيراني وبالتالي ضعفت قدراته التصديرية والتصنيعية في مجال النفط وتعميق تعاونها مع الدول الأفريقية.
ورغم أن نجاد نجح في توقيع العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات الصحة والتعليم والسياحة والطاقة, إلا إن إيران في ظل تزايد العزلة الدولية عليها وتراجع صادراتها النفطية وضعف اقتصادها تواجه تحديات عديدة عبر البوابة الأفريقية لإيجاد بدايل جديدة تمكنها من فك الحصار وتقوية اقتصادها, وهو ما يحد من نفوذها وتغلغلها داخل القارة السمراء.